في خطوة مفاجئة وُصفت بأنها تحول تاريخي في منظومة الحج والعمرة، أعلنت المملكة العربية السعودية قرارًا جديدًا يقضي بمنع الأطفال دون سن 15 عامًا من أداء مناسك الحج بدءًا من موسم 2025. القرار الذي أثار ردود فعل واسعة بين العائلات المسلمة في مختلف أنحاء العالم، دفع الكثيرين إلى إعادة ترتيب خططهم الدينية وجدولة رحلاتهم المقبلة بما يتناسب مع التعليمات الجديدة.
إقرأ ايضاً:رسمياً: شروط غير متوقعة للزواج من أجنبية في السعودية.. التفاصيل تثير الجدل!تحرك عاجل من القوات الخاصة بالأمن البيئي في الرياض.. والمخالفة تثير الجدل
وبالتزامن مع هذا القرار، كشفت وزارة الحج والعمرة عن تمديد صلاحية تأشيرة العمرة إلى ثلاثة أشهر بدلًا من المدة السابقة، في خطوة تهدف إلى تسهيل أداء المناسك وإتاحة الفرصة للزوار لقضاء وقت أطول في زيارة الأماكن المقدسة، بما ينسجم مع أهداف رؤية السعودية 2030 في تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
وأوضحت الوزارة أن الهدف من هذا التوجه الجديد هو رفع مستوى الراحة والانسيابية أثناء أداء المناسك، خصوصًا مع تزايد أعداد الحجاج سنويًا. وتشير التقديرات إلى أن القرار الجديد سيؤدي إلى تقليل الازدحام والمخاطر بنسبة تصل إلى 40%، مما يعزز من تجربة الحج بشكل أكثر أمانًا وتنظيمًا.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي استكمالًا لنهج المملكة في تحسين إدارة الحشود وتنظيم المشاعر المقدسة عبر التحول الرقمي واستخدام منصات ذكية مثل “نسك” التي تسهم في تسهيل التسجيل الإلكتروني وإدارة البيانات بكفاءة عالية. كما أن القرار يُعيد للأذهان الإجراءات الأولى التي تم تطبيقها لتنظيم الحج في عهد الملك عبدالعزيز، حين بدأت المملكة مبكرًا في بناء منظومة حج آمنة ومنظمة.
من ناحية أخرى، تشير التوقعات إلى أن القرار سيؤثر بشكل مباشر على خطط العائلات، إذ سيضطر الكثيرون إلى تأجيل حجهم حتى يبلغ الأبناء السن المسموح به. بينما سيتجه البعض إلى العمرة كخيار بديل خلال السنوات المقبلة، خاصة مع تمديد مدة التأشيرة وزيادة المرونة في التخطيط للسفر.
كما نبه الخبراء إلى ضرورة تحديث الأنظمة القانونية في بعض الدول الإسلامية لتتناسب مع هذه المتغيرات، مؤكدين على أهمية رفع الوعي المجتمعي حول أهداف القرار وفوائده على المدى البعيد.
ويُعد هذا التحول جزءًا من رؤية المملكة لتعزيز الاستدامة وتنظيم الشعائر دون المساس بجوهرها الروحي، إذ تسعى السعودية إلى خلق توازن بين التطور التقني والانفتاح التنظيمي وبين الحفاظ على قدسية المناسك.
ومع بدء العد التنازلي لموسم الحج القادم، يبقى التساؤل مطروحًا: كيف ستتكيف الأسر المسلمة مع هذا الواقع الجديد؟ الإجابة ستتضح مع مرور الوقت، ومع استمرار المملكة في بناء تجربة حج وعمرة أكثر كفاءة وإنسانية تعكس مكانتها الريادية في خدمة ضيوف الرحمن.
