بعد فليم "حياة الماعز" صحفي يمني يكتب قصة والده واسرته مع الكفيل السعودي وابن الكفيل
كتب الصحفي اليمني "سليمان علي النواب" على صفحته في فيس بوك قصة والدة مع الكفيل السعودي وطريقة تعامل الكفيل مع والده في مرضه ومع اسرته بعد وفاة والده.
وتكشف أحداث القصة التعامل الراقي والإنساني الكبير من الكفيل السعودي "حمد سليمان المهباش" مع والد الصحفي اليمني ومع اسرته لاحقاً الى الدرجة التي دفعت المقيم اليمني لتسميه اولاده باسماء اولاد كفيله من حبه له .
إقرأ ايضاً:الشروط الواجب توافرها للتسجيل في معروف لغير السعوديين 144613 وظيفة هندسية وإدارية في هاليبرتون ... سارع بالتقديم وابدأ رحلتك المهنية في قطاع الطاقة!
وجاء نشر القصة عقب فليم "حياة الماعز" الذي قال الصحفي اليمني انه مسئي لكل عربي.
نعيد نشر القصة كما كتبها "سليمان علي النواب":
بمنـاسبة فيلم " حياة الماعز " قصتنا مع الكفيل: في العام 1996م أصيب أبي بمرض السرطان ، وكنا حينها صغار ، لا نعرف ماهو السرطان ولا لماذا يقيم أبي في المستشفى ولم يعود إلينا . اغترب أبي وهو طفل صغير في السعودية ، تقريبا في العام 1971 أو قبل هذا التاريخ ، أي قبل حرب الخليج بسنوات ، عاش أبي يتمياً إلا من أم وأخت وحيده ، واترملت جدتي على ولد وبنت ، وكان ابي مثله مثل المغتربين الذين تبقوا في السعودية على نظام الكفيل ، كان أبي يشتغل في مكتب شحن ، وكان اسم كفيل أبي " حمد سليمان المهباش " هكذا عرفنا وحفظنا اسم كفيل أبي من خلال الكروت الشخصية للكفيل . تمر السنوات وأبي يشتغل عند كفيله ، وكان كفيل أبي إنسان عظيم جداً ، من حب أبي لكفيله قام بتسميتنا أنا وأخي وأختي بأسماء أولاد الكفيل حباً وردًا للجميل للكفيل الذي اعتنى بوالدي كواحد من أولاده . نعود لمرض أبي ، ترقد في المستشفى في صنعاء لمدة خمسة أشهر ، وبعد إصرار كفيل ابي بأن يعود المملكة يتعالج لحساب المكفيل ، تمت المعاملة بأسرع وقت وانطلق أبي الى جدة ، ثم تعالج في أحسن المستشفيات لحساب كفيل أبي . شاءت الأقدار أن يموت الولد بعد شهرين من دخولة المملكة للعلاج رحمة الله عليه، وهنا تبدأ قصتنا الحقيقية مع الكفيل . طبعاً بعد وفاة أبي لم يستطيع الكفيل الوصول الينا ، ولكنه كان وفياً وعظيماً أكثر من أي وقت مضى ، وكان وكأنه الأب الذي افتقد ابنه ، قام الوالد حمد سليمان المهباش بجمع اغراض أبي من العزبة كلها من كتب وملابس وكل صغير وكبير حتى قصاصة الأظافر جمعها في شناط كبيرة وأرسلها لنا مع ابن عمتي الذي دخل مرافق لوالدي . هل انتهت القصة !! لا .. القصة تبدأ هنا . كان مع أبي صديق عزيز في نفس السكن وهو من قرية جنب قريتنا وكانا كالإخوة ، فلما توفى أبي كان العم غيلان عبده هو نقطة الوصل بيننا وبين كفيل أبي . بعد وفاة أبي بأربعة أشهر كانت إجازة العم غيلان عبده ، وعاد الى البلاد ، وكان يزورنا باستمرار عندما يروح للبلاد وأبي غائب ، كان يرسل لنا أبي معه بملابس وهدايا من السعودية ، المهم أرسل لنا العم غيلان واحد من أولاده لنأتي معانا رسالة من السعودية ، ذهبت أنا وأمي وأخي إلى منزل العم غيلان ، لا أنسى خطواتي التي تعثرت وأنا أسابق الطير شجناً وفرحاً بما الذي معانا ، كنت أرى خطوات أمي متثاقله ، أراها بطيئة وكأني كنت أمشي على بساط من الريح ، وأمي تمشي وعلى ملامحها حزن وخيبة ، ما الذي يعوضنا عن فقدان أبي لاشيء . وصلنا بيت العم غيلان استقبلنا وكأننا أولاده ، احتضنني حضن لا أنساه ، كأن الملائكة هي التي حضنتني ، مسح على رأسي كثيراً ودعى للوالد بالرحمة وقال لنا أنا معكم لاتخافوا . بعد ساعة قال لنا معاكم 100 ألف (ريال يمني) ومعاكم ثلاث شناط من كفيل الوالد ، شنطة فيها ملابس لكم وشنطتين فيها مواد غذائية نرسلها لكم مع سيارة ابن أختي حيدر علي . أخذنا الشنطة وكانت ثقيلة جداً ، لكن مع الفرحة وكأن على ظهري ريش نعام ، طالت الطريق وكأنها ألف ميل ، ولكنها الفرحة ، وصلنا البيت وفتحنا الشنطة وبدأنا نقلب الملابس والشماغات والثياب والملابس النسائي وكانت فرحه غامرة لا انساها . في الشنطتين الأخريات أرسلوا لنا الرز والسكر والحلويات والتمر وحلويات لأول مره نذوقها . المهم بقي كفيل الوالد على هذا الحال أكثر من 13 سنة ، يرسل لنا كل أربعة أشهر بمبلغ مالي كبير ، ويرسل لنا في رمضان والعيد ، وعندما يروح صاحب أبي يرسل ملابس ورز وسكر وكل أصناف الحلوى . توفى العم حمد سليمان المهباش وبقي على هذا الحال ولده سليمان حتى انقطع التواصل بيننا عام 2005 تقريبا . الشعب السعودي شعب كريم وعزيز ومضياف ، وهذه قصة معنا ومثلها مع الآف القصص مع اليمنيين ، خير السعودية وصل لكل بيت في كل أنحاء اليمن . الفيلم مسيء لكل عربي وليس للأشقاء في المملكة فقط . وسلامتكم.