مطالب بمعايير صحية في البناء العمراني بالسعودية وخاصة بعد أزمة كورونا
صرح المهندس نداء بن عامر الجليدي في مقاله عبر صحيفة “الرياض قائلا: إنه “كان للأوبئة التي اجتاحت المدن دورٌ فاعلٌ في المعايير التي نعرفها اليوم لبناء البيوت والمباني والشوارع والمتنزّهات – المعايير التي حدّدت شكل المدن الحديثة –.
وأوضح أن انتشار الكوليرا في لندن في منتصف القرن التاسع عشر دفع إلى بدء العمل على شبكات الصرف الصحّي، وكذلك في نيويورك، فقد أدّى المرض إلى سنّ قوانين بناء (Zoning Codes) لضبط الكثافات السكانية العالية في المناطق المختلفة.
إقرأ ايضاً:وزارة التعليم السعودية تزف خبر سار لكل المعلمين في المملكة ولأول مرة في تاريخهاسارع بالتقديم! أكثر من 200 وظيفة شاغرة في مجموعة الدكتور الحبيب! رواتب ومزايا تنافسية
وذكر أنه في أغلب مدن العالم تطوّرت أيضًا قوانين بناء تفرض شروطاً صحيّةً كثيرة، كالتهوية، والإضاءة، والمساحات، وغيرها.
وأشار إلى أنه على مستوى المملكة فقد أخذت معايير وأنظمة التخطيط العمراني بالاعتبار عند تخطيط المدن لطوفان من أوبئة الأمراض المزمنة، مثل السمنة، والسكري، والاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والشرايين.
ولفت إلى زيادة حجم المساحات الخضراء، من متنزهات وحدائق، وممرات مشاة وملاعب داخل الأحياء ومسارات رياضية وإنشاء وسائل النقل العام وتخفيض مسببات التلوث ومعالجة النفايات والعودة للمدن التي تهتم بالبيئة السكانية، مثل التنمية المستدامة، والاستدامة بوجه عام.
وبين الجليدي أن هذا الاهتمام يأتي كنتيجة لزيادة الإدراك بأن معدلات الاستهلاك الحالية لأفراد المجتمعات، وأنماط الحياة العصرية برمتها، يمكنها أن تؤدي إلى العديد من المشاكل المستقبلية.
ولكن بعد أزمة كورونا، يتساءل: ما السياسات العمرانية والتخطيطية المقترحة من قبل وزارة البلديات أو حتى الهيئات التطويرية التي تُتبع في تخطيط المدن وتؤثر في الصحة إيجاًبً للقضاء على أي وباء حاليًا ومستقبلاً؟.
إذيطالب بأن تتبنى الوزارة أو الهيئات التطويرية مع وزارة الصحة وكذلك برنامج جودة الحياة مبادرة ضمن برامج التحول الوطني ووفق الرؤية الطموحة 2030 تهدف إلى تصميم المدن بشكل يأخذ قضايا الصحة والنشاط البدني في الاعتبار، وتعزيز مفهوم الصحة البيئية.
كما حذر الجليدي من أن الأمراض والعلل التي يمكن أن تصيب الإنسان، هي نتيجة اختلال الظروف البيئية المحيطة، المباشرة أو غير المباشرة، مثل نوعية الإسكان، وشكل التطور العمراني، وأساليب استغلال الأراضي، وحتى نوعية وكفاءة الطرق والمواصلات.. الخ.
لذلك قال إنه يتمنى كـ”متخصص” أن تخلق معايير عمرانية من قبل الجهات التي عرجنا عليها بالمقال ونتركها هي من يقود هذا الفكر وترجمته لخطط وسياسات تنعكس على بيئتنا العمرانية بمدن مملكتنا الحبيبة بما يعود علينا بالصحة والتفاعل معها.